vendredi 12 décembre 2014

طلبة ماستر مهن الإعلام وتطبيقاته في لقاء تواصلي





 
في إطار تقريب طلبة ماستر مهن الإعلام وتطبيقاته من الجانب العملي والتقني للميدان الصحفي، عقد يوم الجمعة الموافق ل 12 دجنبر 2014 لقاء تواصلي تحت عنوان "الإعلامي وتدبير الأزمات" تحت إشراف كل من السيد الحافظ محضار رئيس مكتب قناة العيون بجهة كلميم السمارة، السيد محمد بعيريس صحافي مصور بنفس القناة ثم السيد محمد علي جدي مدير شركة Movie Vision Sahara للإنتاج. وقد تطرَّق المشرفون على هذه الندوة إلى مجموعة من الجوانب والحيثيات المرتبطة بالعمل الصحفي سواء من حيث الكتابة، المونتاج، الصورة أو الإنتاج.
في هذا الصدد، أكد السيد محضار على أن الإعلامي الناجح والمتمرس يجب أن يلتزم بمجموعة من الضوابط أثناء مزاولة عمله الصحفي؛ من بينها:

  • التزام الحياد في تدبير الأزمة وعدم الانسياق وراء العواطف والميولات الشخصية، بل على النقيض من ذلك ينبغي استقاء الرأي والرأي الآخر، في هذا الإطار، استشهد بمثال جثث الغرقى الذين تم نقلهم على متن حاويات الأزبال خلال الفيضانات الأخيرة والذي خلق استياءا كبيرا لدى الشارع، حيث  أكد انه اثناء تغطيته الاعلامية لفيضان واد تالمعدرت الذي وقعت فيه الفاجعة، بان سيارات الإسعاف كانت بعين المكان لكنها ضلت بعيدة عن مجرى الواد الذي ارتفع منسوبه.

  •     دور الصورة في إعطاء مصداقية للخبر بصفة قطعية خاصة أثناء تغطية الأزمات.

  • ضرورة إلمام الصحافي بجميع الأخبار والخلفيات السياسية أتناء تغطية الأزمة، حيث استحضر لقاءه المباشر مع قناة الجزيرة القطرية والدي من خلاله قامت المذيعة بطرح سؤال ملغوم يتعلق بسقوط طائرة عسكرية تابعة لسلاح الجو الملكي بنواحي كلميم بسبب سوء الاحوال الجوية على الشكل التالي: من تسبب في إسقاط الطائرة التي أوْدت إلى مقتل العشرات من المدنيين؟ باعتبار كلميم منطقة نزاع بين المغرب وما يسمى بجبهة البوليساريو . في هذا الموقف الحرج  ينبغي على الصحافي المحنّك أن يكون مسلحا بالمعلومات الكافية التي تخوله الإجابة على هذا النوع من الأسئلة نظرا لحساسيته.     

كما لم يبخل علينا بنصائحه القييمة فيما يخص ميكانيزمات الكتابة الصحفية، حيث شدد على ضرورة الاضطلاع اليومي على مختلف الصحف والمستجدات لاكتساب هذه المهارة وإغناء المحصول اللغوي للصحافي. ومن خلال عرضه لمجموعة من الروبورطاجات التي انجزتها قناة العيون الجهوية، والتي من خلالها أشاد بالدور الطلائعي الدي لعبته في تنوير الرأي العام الوطني والدولي بخصوص الفيضانات التي شهدتها جهة كلميم السمارة،.




وقد تميزت مداخلة السيد محمد بعيريس بتسليط الضوء على مهارات وأساسيات التصوير. من بين النقاط التي تناولها:

  •  يفضل أن يكون  الشخص المستجوب على يمين الاطار الصورة في حين يبقى الجانب الايسر فارغا لا يظهر منه سوى يد الصحافي حاملة  لمكريفون ودلك لإعطاء الانطباع للمشاهد بان الامر يتعلق باستجواب صحفي.

  •  محاولة تفادي أن تقسم الخطوط الرأسية والأفقية في تكوين الكادر إلى نصفين، فهذا يعطي إحساسا للمتفرج بأنه يرى صورتين منفصلتين. والخطوط التي تسير في توازي مع خطوط الكادر تعطي إحساسا بالملل والرتابة، أما الخطوط المائلة فتظهر أكثر درامية، ويفضل استخدامها كلما كان ذلك مناسبا. لذا فمن المستحب تنظيم العناصر في الكادر في خطوط مائلة بدلا من أفقية.

  • محاولة تثبيت الكاميرا أثناء التصوير، ذلك لان كثرة الارتجاف يؤثر على جودة الصورة النهائية.
  • لا ينبغي للضيف أن يجلس، أو يقف، أو يستلقى، أو يسند على حواف الكادر، لأن ذلك يخلق الإحساس بوجود شيء ناقص داخل الصورة. وبالإضافة إلى ذلك يجب تفادي أن يكون القطع على مفاصل الضيف.

كما تطرق السيد بعيريس بالمناسبة إلى مختلف التغطيات  الحصرية التي قام بها لصالح قناة العيون الجهوية كتغطيته الأخيرة للفيضانات التي ضربت جهة كلميم السمارة، حيث استعرض بعض الروبورطاجات المتعلقة  بوادي  تالمعدرت والذي خلف خسائر مهولة في الأرواح.  بالإضافة إلى تجربته في تصوير الأحداث التي وقعت بمخيمات إكليميزيك التي وصفها بالمهمة المستحيلة والخطيرة نظرا لوجود مجموعة من العراقيل التي تحُول بينه وبين أدائه المهني؛ لكن شغفه ومسؤوليته اتجاه عمله جعلاه يكمل المهمة. في نفس السياق، أكد على أن أساس نجاح أي مؤسسة إعلامية ينبني على مصداقية الخبر وتفاني طاقمها الصحفي، حيث أشار إلى مثال صور الضحايا التي أوردتها صحيفة " El País" الاسبانية حيث ادعت على أنها اعتداء سافر للسلطات الأمنية المغربية على بعض الصحراويين، ما ولّد عنه أزمة دبلوماسية بين البلدين. لكنّ بعد ظهور الحقيقة واكتشاف بأن الصورة تعود إلى جريمة قتل بالبيضاء، ما يضرب بعرض الحائط مصداقية الصحيفة وتقليص نسب متابعتها لا على مستوى التراب الاسباني أو الدولي.


       ولكي تكتمل الصورة لدى الطلبة فيما يخص الميدان الإعلامي، تم تخصيص نقاش معمق لاكتشاف حيثيات قسم الإنتاج تحت إشراف السيد محمد علي جدي الذي خوّل لنا فرصة التعرف على عالم الإنتاج بايجابياته وسلبياته من خلال تجربته المتميزة في هذا المجال. وقد تناولت هذه المداخلة النقاط التالية: 
  •  أهمية قسم الإنتاج داخل عملية الإبداع السينمائي والتي تتخذ مهمة تدبير كافة المستلزمات المادية والتقنية والبشرية التي تلزَم لانجاز عمل سينمائي وفق الجودة الفنية المطلوبة.

  • تقسيم الجوانب التي تختص بها إدارة الإنتاج إلى 3 مستويات أساسية وهي:

1.    يتعلق بتوفير المتطلبات المادية للأفلام من تكاليف الديكور، الملابس، تكاليف الإكسسوار، الأكل والشرب......
2.    يتعلق بالمستلزمات الخدماتية وتشمل تكاليف الاستوديوهات السينمائية من توفير البلاتو، المونتاج، الميكساج، الصوت والصورة، معدات التصوير فضلا عن تكاليف القصة والسيناريو.

3.    المتطلبات البشرية والمتمثلة أساسا في تكاليف أجور الفنانين والاختيار الأمثل للممثلين.


  •   الإعلامي المتمرس ينبغي أن تكون لديه شبكة علاقات اجتماعية مهمة تيسر له مشواره المهني وعدم الاستهانة بأي واحدة منها سواء مع مواطنين عاديين أو مسئولين كبار.....
  •  نقطة أخرى أشار إليها تتعلق بتشخيص واقع الإنتاج السمعي البصري بالمغرب والذي ما زال يعاني من معيقات وسوء التدبير.
  • محاولة الابتعاد قدر الإمكان عن البرامج ذات الصبغة السياسية والتخصص  في البرامج الثقافية والاجتماعية، حيث أشار إلى ارتياحه في مجال الأفلام الوثائقية والاجتماعية من خلال إنتاج برامج تهُم التعريف بالثقافة الحسّانية الصحراوية على الصعيد الوطني.

  • كما تطرَّق إلى موضوع الجيل الجديد من الإصلاحات التي تحملها حكومة ابن كيران بخصوص تنظيم هذا القطاع خاصة: سبل تطوير منظومة طلبات العروض، خلق تكافؤ الفرص والشفافية، الرفع من مستوى الإنتاج الوطني، التنظيم القانوني وضبط أخلاقيات المهنة. في هذا الإطار، تم تسليط الضوء على طلبات العروض التي تصل شركات الإنتاج وكيفية انتقائها من طرف اللجان المكلّفة حيث يكون المعيار الأساسي هو الجودة.

عموما فقد تميز Master Class بمجموعة من النقاشات الساخنة والمداخلات القيّمة من طرف طلبة مهن الإعلام وتطبيقاته والتي تصب في جوهر الموضوع. حيث وُجهت مجموعة من الأسئلة المرتبطة بتغطية قنواتنا الرسمية للفيضانات الأخيرة، والتي لم تصل إلى مستوى الاحترافية في رصد الخسائر والمعاناة الحقيقية للضحايا. كما تـم مناقشة موضوع استقالة القيدوم الصحفي "عبد الغني جبار" من هيأة التحرير بقناة الأولى والتي جاءت انسجاما مع قناعاته حول التغطية السلبية للقناة حُيال الأزمة.


 وفي الأخير، تميزت الفترة المسائية بعرض الجانب التطبيقي للعمل الصحفي خاصة ورشة المونتاج والتصوير لإشباع فضول الطلبة في هذا المجال، حيث تم عرض مختلف البرامج  التي تستخدم في عملية المونتاج، بالإضافة إلى تقنيات توضيب الصورة   دون أن ننسى الصورة التذكارية التي التُقطت بالمناسبة، حيث عبّر المشرفون عن سعة صدرهم وعن استجابتهم لمساعدة الطلبة في أي وقت.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire