بحلول الثاني عشر من يناير من كل سنة يحتفل أمازيغ العالم ومنهم المغاربة بحلول رأس السنة الأمازيغية التي تصادف هذه السنة مرور2965 سنة على بداية الاحتفال بهذه الذكرى المتعارف عليها شعبيا بـ "إديناير" أو "أسكاس أماينو". وهي مناسبة ذات أبعاد ودلالات تاريخية تعكس غنى الإرث الثقافي والتجَدُر التاريخي والحضاري للإنسان والثقافة الأمازيغية بشمال إفريقيا، وكذا الدور الريادي الذي لعبه الأمازيغ في تحريك مجريات الأحداث التاريخية بحوض البحر الأبيض المتوسط عبر حقب تاريخية تمتد إلى ما قبل الميلاد.
وبخلاف التقويمين الميلادي والهجري، فإن التقويم الأمازيغي ليس مرتبطا بأي حدث ديني أو تعبدي، بل مرتبط بحدث تاريخي، ففي سنة 950 ق.م انتصر الشعب الامازيغي بزعامة الملك "شيشونك" على الفراعنة بمصر في معركة دارت وقائعها على ضفاف نهر النيل، ليتولى بذلك الأمازيغ سدة الحكم في تلك المنطقة الإستراتيجية والمهمة من تراب شمال إفريقيا.
وتعتبر "تاكلا" (العصيدة) الأكلة الأشهر وذات الرمزية العميقة في الثقافة الأمازيغية والتي يتم إعدادها بمناسبة رأس السنة الأمازيغية منذ القدم، هذه الأكلة التي تبرز مدى تشبث الإنسان الأمازيغي بالأرض، وجرت العادة منذ القديم أن تكون هذه الوجبة في هذه المناسبة مصاحبة لطقوس ثقافية من أهمها اختيار رجل أو امرأة السنة صاحب الحظ السعيد الذي يجد أثناء الأكل "أغورمي" وهو عبارة عن بذرة تمر يتم إخفاءها في هذا الطبق.
وتبقى هذه المناسبة فرصة للغيورين على هذه الثقافة لتجديد مطالبهم والعمل على جعل هذا الحدث عيدا كباقي الاعياد الوطنية، وتعميمه على الصعيد الوطني بالإضافة إلى تقييم سنة من النضال حول القضية الأمازيغية وتجديد آليات عملها خلال السنة الجديدة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire