lundi 12 janvier 2015

رأس السنة الأمازيغية موروث ثقافي أبا عن جد

بحلول الثاني عشر من يناير من كل سنة يحتفل أمازيغ العالم ومنهم المغاربة بحلول رأس السنة الأمازيغية التي تصادف هذه السنة مرور2965 سنة على بداية الاحتفال بهذه الذكرى المتعارف عليها شعبيا  بـ "إديناير" أو "أسكاس أماينو". وهي مناسبة ذات أبعاد ودلالات تاريخية تعكس غنى الإرث الثقافي والتجَدُر التاريخي والحضاري للإنسان والثقافة الأمازيغية بشمال إفريقيا، وكذا الدور الريادي الذي لعبه الأمازيغ في تحريك مجريات الأحداث التاريخية بحوض البحر الأبيض المتوسط عبر حقب تاريخية تمتد إلى ما قبل الميلاد.
 
وبخلاف التقويمين الميلادي والهجري، فإن التقويم الأمازيغي ليس مرتبطا بأي حدث ديني أو تعبدي، بل مرتبط بحدث تاريخي، ففي سنة 950 ق.م انتصر الشعب الامازيغي بزعامة الملك "شيشونك" على الفراعنة بمصر في معركة دارت وقائعها على ضفاف نهر النيل، ليتولى بذلك الأمازيغ سدة الحكم في تلك المنطقة الإستراتيجية والمهمة من تراب شمال إفريقيا.
وقد حافظ الأمازيغ في مختلف بقاع العالم على إحياء هذه الذكرى بإقامة احتفالات وتقاليد سنوية ذات رمزية تتجسد في تحضير أطباق ومأكولات من المنتوجات الفلاحية ،  تيَمُنا بقدوم سنة فلاحية جديدة خصبة وذات منتوج فلاحي وافر، في هذا الإطار يُعد "امنسي نيناير" (عشاء يناير) احتفاء بالسنة الامازيغية الجديدة. ومن بين المأكولات التي  تهيأ بهذه المناسبة نذكر: شربة "أوركيمن" التي تطبخ فيها كل أنواع محصولات تلك السنة من الحبوب، "بركوكس د ؤملو"  الكسكس الغليظ المسقي بزيت أملو،  "تّريد د ؤفولّوس" أنواع من الرقائق الخاصة المسقية بمرق الدجاج، "أوركيمن" وهو عبارة عن خليط من الحبوب المجففة وسيقان الغنم أو المعز المطهوة طيلة اليوم تحت نار هادئة، "لبسيس" نوع من الحلوى المهيأة بدقيق خاص ممزوج بأنواع من النباتات الطبية والزكية،  "لفاكيا" أنواع من الفواكه الجافة.  
وتعتبر "تاكلا" (العصيدة) الأكلة الأشهر وذات الرمزية العميقة في الثقافة الأمازيغية والتي يتم إعدادها بمناسبة رأس السنة الأمازيغية منذ القدم، هذه الأكلة التي تبرز مدى تشبث الإنسان الأمازيغي بالأرض، وجرت العادة منذ القديم أن تكون هذه الوجبة في هذه المناسبة مصاحبة لطقوس ثقافية من أهمها اختيار رجل أو امرأة السنة صاحب الحظ السعيد الذي يجد أثناء الأكل "أغورمي" وهو عبارة عن بذرة تمر يتم إخفاءها في هذا الطبق.
وتبقى هذه المناسبة فرصة للغيورين على هذه الثقافة لتجديد مطالبهم والعمل على جعل هذا الحدث عيدا كباقي الاعياد الوطنية، وتعميمه على الصعيد الوطني بالإضافة إلى تقييم سنة من النضال حول القضية الأمازيغية وتجديد آليات عملها خلال السنة الجديدة.




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire