عُقد يوم الخميس 22 يناير
2015, برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن زهر لقاءا تواصليا مع سفير الصحافة
المغربية المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية السيد "الحسين أولباز" تحت
عنوان " الإعلام، العلاقات الدولية والدبلوماسية الموازية " من تنظيم ماستر
مهن الإعلام وتطبيقاته بشراكة مع المرصد الجامعي لمهن وتطبيقات الإعلام.
وقد حضر هذه الندوة ثلة من الأساتذة المختصين في الميدان
ويتعلق الأمر بكل من : الأستاذ عمر عبدوه، الأستاذ مختار الموحال، ذ.خطري الشرقي أستاذ
العلوم السياسية والقانونية ، السيد عبد الرحيم جناتي بالإضافة إلى الحضور المتميز
لطلبة ماستر مهن الإعلام وتطبيقاته بفوجيه الثاني والثالث. وقد استهل السيد أولباز
هذه الندوة بضرورة تقديم الطلبة لأنفسهم وذلك
لبناء نوع من التعارف بين الفوجين. من جهته، أشار السيد عبدوه إلى أن اللقاء يعَّد
فرصة حقيقية لهؤلاء الإعلاميين الصاعدين لممارسة وتطبيق العمل الصحفي بكل تجلياته
مؤكدا على أن الصحافي أولباز رغم صغر سنه فإنه جاب أنحاء المعمور واكتسب خبرة
واسعة في الميدان، إضافة إلى أنه يعتبر مثال حي
للدبلوماسية الموازية المغربية في الولايات المتحدة الأمريكية.
في هذا الصدد، تطرق الضيف الشرف إلى تفاعُل الصحافة
الدولية مع أبرز الأحداث الساخنة التي ميزت الساحة السياسية خلال الفترة الراهنة،
من أبرزها أحداث "شارلي إبدو" وكيف كانت المواقف الرسمية للدول اتجاه
هذا الحدث، بين من أيَّد هذه المسيرة وبين من عارضها بالأساس وهذا يدخل ضمن
العلاقات الدولية. من جهة أخرى أشار إلى إمكانية تأثير وسائل الإعلام على العلاقات
الدولية بين الدول من خلال مثال الأزمة الراهنة بين المغرب ومصر، وكيف كانت
للدبلوماسية الموازية الدور البارز في التخفيف من حدتها ولو بشكل نسبي. كما لم
يبخل عن إعطاء بعض النصائح لهؤلاء الطلبة من أبرزها: الحذر من المعلومة حيث يجب أن
تكون هناك مصداقية للخبر، الحذر في التعامل مع المفاهيم خاصة فيما يتعلق بالقضايا
الحساسة للوطن.
في نفس السياق، أعطى الأستاذ خطري الشرقي تفصيلا مدققا لهذا
الثالوث: الإعلام، العلاقات الدولية والدبلوماسية الموازية, حيث أكد أنه لا يوجد
حياد مطلق أو بالأحْرى استقلالية تامة لوسائل الإعلام، بل هناك لوبيات تتحكم في
الإعلام الدولي حفاظا على مصالحها الجيواستراتيجية أو ما يسمى في الأبجديات
الدبلوماسية ب"الأمن القومي". فصناعة القرار تظل دوما في يد هذه
اللوبيات حسب تعبيره .
من جهته، تطرق
كل من الأستاذ المختار الموحال و الأستاذ عبد الرحيم جناتي إلى أنه ليس هناك إعلام مستقل، فكل منبر إعلامي له خط تحريري يخضع بالضرورة للجهة الممولة له. فالإعلام
يقدم صورة للعلاقات الدولية، فمثلا من خلال مسيرة "شارلي إبدو" اكتفى
المغرب عن طريق وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار بتقديم
التعازي للرئيس الفرنسي ولم يشارك في المسيرة وهذا دليل على تأزم العلاقات بين
البلدين.
وفي الأخير اختُتِم اللقاء بالإجابة عن تساؤلات الحضور
حيث اختلفت مواقف المتدخلين بخصوص مسألة
الاستقلالية والحيادية, وذلك بإثارة جدلية
"السياسي" و"المهني" في العمل الصحفي، وهناك من ذهب إلى أن الكثير من الصحفيين
تراجعوا عن مبادئهم ذلك ربما تواطؤاً أو خوفاً من التعرض للعقاب في ظل وجود أنظمة سياسية ورقابة
تحتكر كل شيء وتضرب معارضيها بقبضة من حديد. إضافة إلى تقديم نصائح قيِّمة للطلبة الذين
يُعتبرون في بداية مشوارهم الإعلامي. فالصحافي المتمرس يمارس بالضرورة نوعا من
الدبلوماسية الموازية أينما حلَّ وارتحل.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire